responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 243

ويوقفنا أمام رزيّة جديدة، وبليّة شديدة.

ألم يكفه بالأمس ما أنزله بمشاهد القدس في البقيع[1] من الخطب الفادح،


[1] في سنة ١٣٤٤ هـ استفتى قاضي القضاة في الحجاز الشيخ عبد الله بن بليهد علماء المدينة المنوّرة في جواز البناء على القبور، وتقبيل الأضرحة، والذبح عند المقامات، حيث يتناول الزائرون لها تلك اللحوم. فأجاب العلماء - وكان عددهم خمسة عشر شخصاً - بعدم جواز ذلك ووجوب منعه ومعاقبة من يفعله.

وقد نشرت هذه الفتوى في أكثر الصحف الصادرة آنذاك كجريدة أمّ القرى الصادرة في مكّة المكرّمة، وجريدة العراق الصادرة فيه.
وكان الهدف الرئيسي من هذه الفتوى هو تهيئة الرأي العام لهدم المراقد في الحرمين الشريفين. وفعلاً فقد تمّ في الثامن من شوّال من تلك السنة هدم قبور الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) في بقيع الغرقد في المدينة المنوّرة. وفي مقبرة المعلّى في الحجون في مكّة المكرّمة، والمراقد الموجودة في الطائف.
وقد ضمّ بقيع الغرقد في المدينة المنوّرة عشرة آلاف مرقد من مراقد الصحابة والشهداء والأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام)، منها: مرقد الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرقد الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام)، وابنه الإمام محمد الباقر(عليه السلام)، ثمّ ابنه الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، وهم عند عمّهم العبّاس بن عبدالمطّلب تحت قبّته التي كانت مشادة.
وعلى رواية أنّ هناك مرقد الصديقة الزهراء(عليها السلام)، وكذلك مراقد عمّات الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)وزوجاته - عدا السيدة خديجة الكبرى والسيّدة ميمونة بنت الحارث - وعقيل بن أبي طالب، وإبراهيم بن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام مالك بن أنس، ونافع شيخ القرّاء، وحليمة السعدية.
كما طال الهدم مرقد عمّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) حمزة بن عبد المطّلب، وغيره من شهداء أحد مثل مصعب بن عمير، وجعفر بن شمّاس، وعبد الله بن جحش.
وقد امتدّ التدمير إلى مرقد حبر الأمّة عبد الله بن عبّاس في الطائف، وقد كانت عليه قبّة مشادة لاتزال صورتها موجودة على صفحات التاريخ.
وعندما امتدّ الزحف العسكري إلى مكّة المشرّفة عمدوا إلى آثارها فدمّروها، وهدموا المراقد الشريفة في مقبرة المعلّى في الحجون، فهدموا قبّة عبد المطّلب جدّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرقد عمّه أبي طالب.
كما دخلوا إلى مدينة جدّة فهدموا قبّة حوّاء أمّ البشريّة الأولى وخرّبوا قبرها، كما طال الهدم بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنزل فاطمة الزهرا(عليها السلام)، ومنزل حمزة بن عبد المطّلب، ودار الأرقم ابن أبي الأرقم، ومكان العريش التاريخي الذي أشرف منه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على معركة أحد. انظر مقدّمة «دعوة الهدى الى الورع في الأفعال والفتوى».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست