responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 242

الأرض خبط عشواء في ليلة ظلماء، لايدري ولا ناقته تدري، متى تعترضهما الهوة في الطريق فتبعث بهما جميعاً إلى حيث لاقائد ولا مقود، ولا سائد ولا مسود.

إنّي وأيم اللّه لا أريد بكلمتي هذه أن أزلزل بأولئك النفر في مراكزهم مهما كبر على الأمّة شيء من أقوالهم وأعمالهم، ولكنّى أريد أن يتدبّروا قبل أن يتهوّروا، أريد أن يتعلّموا أكثر ممّا علموا، أريد أن تسعد بهم الأمّه أكثر ممّا تشقى، أريد أن يكونوا أكياساً[1] أذكياء، لابسطاء بلهاء; لئلاّ تنطلي عليهم دسائس الباطل ووساوس الضلال، ولئلاّ تموّه عليهم الحقائق بألسنة المكر والخداع، فكم قد قتل من الحقائق بسيف التمويه الذي لايزال مسلولاً على هواديها[2]، ينحر منها في كلّ يوم على قدر ما تسنح له الفرصه وينفسح له المجال؟!

فإلى مَ نقابل اليقظة بالسنة[3]، والنباهة بالبلاهة، والكياسة بضعف الرأى وضعة[4]المدار؟!

وإلى مَ لا تثقّف عقولنا التجارب، ولا توقظنا العبر والمثلات، وقد أصبحت ملأ السمع والبصر، وعداد الرمل والحجر؟!

حتّام أيّها القوم نُطمع فينا عادية هذا الدهر، فلا يأتي علينا يوم واحد إلاّ


[1] الكَيسُ : خلاف الحمق 453:8 ، كيس.

[2] الهادي: العنق، وأقبلت هوادي الخيل: إذ بدت أعناقها، الصحاح ٦: ٢٥٣٤، «هدى» والمعنى: أنّ سيوف التمويه لاتزال مسلولة على أعناقها.

[3] السنة: النعاس يبدأ في الرأس، فإذا صار إلى القلب فهو نوم، لسان العرب ١٣: ٤٤٩، «وسن».

[4] والضّعة: خلاف الرفعة في القدر، لسان العرب ٨: ٣٩٧، «وضع».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست