responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 240

ووسيلة، وتتذرّع إلى بثّ بذورها الفتّاكة بكلّ مالديها من نخوة وقوّة، حتّى انخدع بها من الشبيبة المسلمة عدد ليس بالقليل ممّن افتتن بحبّ المدنيّة الحاضرة المبهرجة بمظاهرها الخلاّبة، فانقلبوا إلى قومهم يحملون على متونهم ألوية الباطل والضلال، يريدون أن يفيؤا بها على رؤوسهم، بالرغم من كلّ وازع إلهي، أورادع دينيّ.

فكأنّهم - وهم أبناء أولئك المجاهدين في سبيل هذا الدين - يريدون أن يرجعوا بقومهم القهقرى إلى عهد الجاهليّة الأُولى، عهد الكفر والإلحاد، والجحود والعناد، ذلك العهد المظلم، الذي لم تكد تنجلي غبرته بنور الإسلام، إلاّ بعد أن تكبّد دعاة الحقّ عليهم الصلاة والسلام في سبيل تأييده وتوطيد أركانه من النكبات والمفادات ما يعجز القلم عن تحديده، ويقصر الكلم عن تعديده.

وهذا التاريخ الإسلامي الباهر، لايزال ماثلاً أمام أعيننا، يذكّرنا بصحائفه البيضاء، بما قام به أُولئك المجاهدون العظام والزعماء الكرام من الأعمال المجهدة، التي خلّدت لهم مدى الدهر أجمل الذكر وأعظم الشكر.

فأواه ثمّ أواه، أين أولئك الآباء الصلحاء عن هؤلاء الأبناء الأعقّاء[1]، لينظروا إليهم كيف خلّفوهم في الوديعة التي تركوها بين أيديهم قائمة على أكداس من أشلائهم الموزّعة، وأوصالهم المقطّعة؟!

وكيف أصبحوا يشنّون الغارة إثر الغارة على معقلها الحصين، ليفتتحوا منه منفذاً يجهزون منه على آخر نفس من أنفاس حياتها العزيزة؟!

فكأنّ الغرب بعدّته وعديده، وسلاحه وكراعه، ودسائسه ووساوسه[2]، لم


[1] عقَّ والدَهُ يَعُقُّ عُقُوقاً ومَعَقَّةً، فهو عاقٌ وعُقَقٌ، والجمع عَقَقَةٌ. الصحاح ٤: ١٥٢٨ «عقق».

[2] الوساوس بالفتح: هو الشيطان، لسان العرب ١٦، ٢٥٤، «وسس».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 240
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست