responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 239

في وسط معترك قد زقا[1] فيه الضجيج وعلا منه العجيج، وارتفعت فيه الضوضاء إلى أجواز[2]الفضاء، إلى عنان السماء.

وقد وقف أبناؤه من دونه على كثب، كوقفة المتفرّج، ينظرون إلى ما ينال جسمه الزكي، في كلّ ليل إذا يغشى، أو نهار إذا تجلّى،[3] من جروح وقروح، وتخريق وتمزيق، حتّى لقد كادت تتناثر أشلاؤه أوزاعاً[4]، ويذهب روحه الطاهر شعاعاً.

وهو لايبرح فيما بين ذلك كلّه يستثير حفائظ أبنائه بذكرى تلك الأعمال الكبيرة والتضحيات الخطيرة، التي قام بها آباؤهم العظام في سبيل نشر دعوته وبثّ تعاليمه، تلك التعاليم العالية التي لم يصدع بها صاحبها صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلاّ لكي يقيل بها هذا العالم من كبوته[5]، وينشله من هوّته[6]، فينهج به إلى سبيل السعادة والخير، ويحيد بأهله عن مهاوي الشقاء والضير.

فهل ياترى يجدر بنا - ونحن أبناء أُولئك الآباء - أن ندع تلك التعاليم القيّمة تذهب على مشهد منّا ضحيّة لتعاليم الغرب التي اندلعت ألسنتها في بلاد الإسلام، فطفقت تتوصّل إلى تزريق سمومها القتّالة في أدمغة المسلمين بكلّ حيلة


[1] زقا، يزقي: صاح، وكلّ صائح زائق، الصحاح ٦: ٢٣٦٨، «زقا».

[2] جوز كلّ شيء وسطه، والجمع الأجواز، الصحاح ٣: ٨٧١، «جوز».

[3] تجلّى الشيء: أي تكشّف، الصحاح ٦: ٢٣٠٥، «جلا».

[4] يقال: أتيتهم وهم أوزاع: أي متفرّقون، تاج العروس ١١: ٥٠٩، «وزع».

[5] كبا، يكبو، كبواً وكبوة: عثر، تاج العروس: ١١٥، «كبو».

[6] الهوة: الوهدة العميقة، الصحاح ٦: ٢٥٣٨، «هوى».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست