اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 11
وفي العهد العبّاسي اُقيمت علناً أحياناً وسرّاً أحياناً اُخرى، ففي أيّام المأمون اُقيمت علناً، وفي أيّام المتوكّل أقيمت سرّاً، حتّى تفاقم الوضع في أيّامه ومنع من إقامة هذه الشعائر، وتطرّف كثيراً في عدائه للإمام الحسين عليهالسلام إذ أمر بهدم قبره الشريف، يقول ابن الأثير في تأريخه في حوادث سنة٢٣٦ه :
«وفي هذه السنّة أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن علي عليهالسلام، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُبذر ويُسقى موضع قبره»[1].
وانتشرت هذه الشعائر أيام الأخشيديين وكافور، واتّسع نطاقها أيام الفاطميين[2]. وفي أيام البويهيين اتّخذ معزّ الدولة البويهي اليوم العاشر من محرّم يوم حزن وعزاء بصفة رسميّة[3].
وانتعشت هذه المجالس في أيّام الدولة الصفويّة، واتّسعت مساحتها، ودخلتها اُمور كثيرة مُستحدثة.
وعندما سيطر العثمانيّون على العالم الإسلامي - ومنه العراق - منعوا من إقامة هذه الشعائر بشتّى الأساليب والطُرق، فاُقيمت سرّاً.
وبعد رحيل الأتراك عن العراق أصبحت المجالس تُقام علناً وبشكل واسع النطاق. وعند حصول العراق على استقلاله الوطني انتعشت هذه المجالس كثيراً،