يؤدّون الوظيفة التي على أساسها جاز لهم تناول الأموال الشرعية ، فيصدق عليهم حينئذٍ أنّهم (يأكلون .. الباطل) لأنّهم بدل أن يقودوا الناس إلى طريق الله ، يسيرون الناس في الاتّجاه المعاكس (وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)[١].
(٣) ـ يقول تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[٢].
فالعلم بالدين يحمّل صاحبه مسؤولية العمل به ، فإذا لم يلتزم بذلك ولم ينعكس الدين على سلوكه ومواقفه ، فإنّه يشبه الحمار الذي يحمل على ظهره مجلّدات الكتب العلمية لكنّه لا يفقهها ولا يتفاعل مع ما فيها.
وعلماء الدين الذين يتحمّلون مسؤولية الرسالات الإلهية ، بعلمهم وموقعهم القيادي ، إذا ما تخلّوا عن القيام بواجبات تلك المسؤولية الخطيرة فإنّهم مصداق لهذا المثل السيِّئ.
تحذيرات من السنّة
وفي السنّة الشريفة أحاديث كثيرة ، تبيّن خطورة انحراف رجل الدين ، وآثار ذلك الانحراف على قضايا الدين وأوضاع الأُمّة.
(١) ـ فازدواج الشخصية عند العالم المنحرف ، حيث يدعو الناس إلى