ويرى أكثر فقهاء الشيعة تخيير المكلّف في الأخذ بفتوى أيّ من المجتهدين المتساويين في المرتبة العلمية ، بأن يلتزم بالعلم بجميع فتاواه ، أو أن يأخذ ببعض الفتاوى منه ، والبقية من الفقهاء الآخرين.
يقول السيّد محمّد كاظم اليزدي : إذا كان هناك مجتهدان متساويان في العلم كان للمقلّد تقليد أيّهما شاء ويجوز التبعيض في المسائل [١].
اختلاف المصالح والأهواء
يفترض في رجل الدين أن يكون على درجة من الورع والتقوى ، تمنعه من الانقياد للأهواء ، والاستجابة للدوافع المصلحية الذاتية ، على حساب القيم والمبادئ.
وبالتالي ، فالمتوقع من رجل الدين الالتزام بتعاليم الدين ، التي تأمر بالوحدة والتعاون والتآلف ، وتنهى عن الفرقة والنزاع والتنافر.
[١] ـ فرجل الدين قد اطّلع ، أكثر من غيره ، على أحكام الدين وتعاليمه ، بشكل مفصل ، من خلال دراسته للقرآن الكريم ، والسنّة النبوية ، وسائر المناهج الدينية.
ولاحظ مدى تأكيد النصوص الشرعية على أهميّة الوحدة ، وحسن التعامل مع الآخرين ، وتشديدها على سوء التفرقة والنزاع والتنافر مع الآخرين.
وإنّ في الألفة والتودد بين الناس ، عظيم الأجر والثواب من الله سبحانه ، وفي التخاصم والتقاطع ما يوجب غضب الربّ تعالى ، وسخطه وعذابه.
هذه المعرفة والاطلاع ينبغي أن تجعل رجل الدين أكثر ورعاً ، وخشية