الحسن البصري ، ومعه ابنه الحسن . . . ، فأكثر القوم . . . ، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ساكت لا ينطق هو ولا أحد من أهل بيته .
فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، ما يمنعك أن تتكلّم ؟
قال (عليه السلام) : «ما من الحيين أحد إلاّ وقد ذكر فضلا وقال حقّاً» .
ثمّ قال : «يا معاشر قريش ، يا معاشر الأنصار . . .
]أ[ قال : أنشدكم بالله ، أفتقرّون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في آخر خطبة خطبكم : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي» ؟
قالوا : اللّهم نعم . . .
]ب[ فقال : «أنشدكم الله ، أتعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام خطيباً ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إليّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .
فقام عمر بن الخطّاب ـ وهو شبه المغضب ـ فقال : يا رسول الله أكلّ أهل بيتك ؟
قال : لا ، ولكن أوصيائي منهم ، أوّلهم أخي علي ووزيري ووارثي وخليفتي في أُمّتي ووليّ كلّ مؤمن بعدي ، هو أوّلهم ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا عليّ الحوض ، شهداء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، وخزّان علمه ، ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله» ؟
فقالوا كلّهم : نشهد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ذلك .
ثمّ نقل سُليم كلاماً بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وطلحة ، فقام عند ذلك علي (عليه السلام) . . .