اسم الکتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 40
أسماء النبي والأئمّة أسماء إلهيّة
فاسم ( محمّد )(صلى الله عليه وآله) لوحظ فيه المحمدة الإلهيّة ، ففي الحديث القدسي : فأنا المحمود وهو أحمد ، ( وقد سمّاه الله تعالى في كتابه محمّداً وأحمدَ ) ، فأمّا اسمه أحمد فهو على وزن ( أَ فْعَل ) مبالغة من صفة الحمد ، ومحمّد ( مُفَعَّل ) مبالغة من كثرة الحمد ، فهو(صلى الله عليه وآله) أجلُّ مَن حَمِدَ ، وأفضل مَنْ حَمِدَ ، أكثر الناس حَمداً ، فهو أحمد المحمودين ، وأحمد الحامدين ، ومعه لواء الحمد يوم القيامة ، وبعثه ربّه مقاماً محموداً[1] .
وكذا اسم عَلِيٍّ(عليه السلام) مُشْتَقٌ من العُلَى الإلهي ، فالله العالي اشتقَّ لذات أميرالمؤمنين اسم ( علي ) من اسمه المقدَّس ، ففي كليهما لوحظت المحمدة والعلوّ الإلهيَّين .
واسما الحسن والحسين أيضاً لوحظ فيهما الحسن الإلهي ، والدين الإسلامي يدعو إلى كل حسن ، ولهذا أَمَرَ رسولُ الله الناسَ بتحسين الأسماء ، فقال : حسِّنوا أسماءكم .
فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من فعل ما يضادّ اسمه ، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده ، لأنّ من يُسَمَّى كريماً أو جواداً يحاول أن يكون أكرم وأجود ممن يكون في مثل شرائطه وظروفه .
واسم فاطمة دلَّ على فطم شيعتها من النار يوم القيامة ، فجاء فيما رواه محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر ، قول الزهراء لربّ العالمين : إلهي وسيدي سمَّيتني فاطمة وفطمتَ بي مَن توّلاني وتولّى ذريتي من النار ، ووَعْدُكَ الحق وأنت لا تخلف الميعاد .
فيقول الله عزّ وجلّ : صدقتِ يا فاطمة إنّي سمّيتك فاطمة وفطمتُ بك من