responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 36

وقد اختلف النحاة في أصل اشتقاق الاسم ، فذهب الكوفيّون إلى أ نّه مشتقّ من ‌(‌ وَسَمَ ‌يَسِمُ ‌)‌ ، والوسم : هو العلامةُ ، والعلامة عندهم تغلب على السُّمُوُّ والرفعة في المعنى .‌

وذهب البصريون إلى أ نّه مشتق من ‌(‌ سما يسمو ‌)‌ ، والسموّ : هو العلوّ والرفعة .‌

وبذلك يكون أصل الاسم على رأي الكوفيين ‌(‌ وَسْماً ‌)‌ حذفت فاؤه ـ التي هي الواو ـ ‌وعوّض عنها الهمزة ، وإنّما سُمّي اسماً ; لأ نّه سمة وعلامة توضع على الشيء ، يعرف ‌بها .‌

وأ مّا البصريون فأخذوه من السُّمُوّ على وزن العُلُوّ والغُلُوّ ، ثم حذفت لامه ـ التي هي ‌الواو ـ وعوّض عنها الهمزة في أوله ، وسمي اسماً ; لأ نّه‌

سما بمسمّاه فرفعه وكشـف معناه ، وقيل : سمّي بذلك لعلوّه على قسـيميه ـ الفعل والحرف ‌ـ .‌

قال ابن دريد في مقدِّمة كتابه الاشتقاق : وكان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب أنّ ‌قوماً ممن يَطعنُ على اللسان العربي و ينسب أهله إلى التسمية بما لا اصل له في لغتهم ، ‌و إلى ادِّعاء ما لم يقع عليه اصطلاح من أوَّليَّتهم ، وعدّوا أسماء جهلوا اشتقاقها ولم ينفذ ‌علمهم في الفحص عنها ، فعارضوا بالإنكار ، واحتجّوا بما ذكره الخليل بزعمهم ...[1] .‌

وكان ابن دريد قد قال قبله عن الجاهليين العرب : ‌(‌لهم مذاهب في أسماء أبنائهم ‌وعبيدهم وأتلادهم ، فاستشنع قوم ـ إمّا جهلاً و إمّا تجاهلاً ـ تسميتهم كلباً وكُليباً وأكلُبَ ، ‌وخنزيراً وقرداً ، وما أشبه ذلك ، مما لم يُسْتَقْصَ ذكره ، فطعنوا من حيث لا يجب الطعن ، ‌وعابوا من حيث لا يُسْتنبط عيب ، فشرحنا في كتابنا هذا ‌


[1] الاشتقاق لابن دريد : 4 .‌

اسم الکتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست