اسم الکتاب : حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) رؤية علمية المؤلف : غسان السعد الجزء : 1 صفحة : 64
حقوق المسلمين والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الا بالحق ، لا يحل اذى مسلم الا بما يجب … اتقوا الله في عباده وبلاده فأنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم "[1] .
واصبح الدفاع عن حياة الناس هدفاً أساسياً لحكومة الإمام ، فقد فسر (ع) أسباب اقدامه على الحرب في معركة الجمل ، عندما سئل "ارايت القتلى حول عائشة والزبير وطلحة ، بم قتلوا ؟ قال الإمام : قتلوا شيعتي وعمالي … فسالتهم ان يدفعوا الي قتلة اخواني اقتلهم بهم ، ثم كتاب الله بيني وبينهم فأبوا علي ، فقاتلوني وفي اعناقهم بيعتي ودماء الف رجل من شيعتي فقتلتهم بهم "[2]. وكان (ع) يؤكد هذا الحق قائلاً :" فو الله لو لم يصيبوا منهم الا رجلاً واحداً متعمدين لقتله لحل لي بذلك قتل الجيش كله"[3] . وكذلك الحال بالنسبة للخوارج في معركة النهروان [4] وما بعدها اذ كان الدافع الرئيسي لحربهم " لانهم سفكوا الدم واخافوا السبيل" [5] .
ووفقاً لما تقدم يمكننا القول ان حفظ الدماء ، وصيانتها والحاق القصاص بالمعتدين مهما كانت أسماؤهم او مناصبهم كان من الروافد المهمة للسياسة العلوية على ارض الواقع ، ولابد من الإشارة في هذا المجال الى مبدأين على جانب من الأهمية بشأن حفظ الحياة :
الاول : مسالة التقية .
الثاني : ان حفظ النفس الإنسانية أولى من تطبيق النصوص الشرعية .
[1] محمد الطبري ، تاريخ الطبري ، مصدر سابق ، ج3، ص457 ؛ابن كثير ، البداية والنهاية ، مصدر سابق ، ج7، ص245.
[2] نصر بن مزاحم المنقري ، وقعة صفين ، تحقيق عبد السلام محمد هارون ، ط2، ( د. م، المؤسسة العربية الحديثة ، 1382هـ) ،ص5.
[3] ابن قتيبة الدينوري ، الإمامة والسياسة ، مصدر سابق ، ج1، ص176.