responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 54

ولو لم يكن صادقاً في دعواه، لكان حدوث المعجزة على يده تصديقاً لكاذب، وهذا موجب لإضلال الناس، وهو قبيح، وتعالى الله سبحانه عن فعل القبيح، خلافاً لمن جوّز ذلك عليه، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علّواً كبيراً .

ثانياً شروط المعجزة:

لقد ذكر العلماء شروطاً للمعجزة الظاهرة على أيدي أنبياء الله تعالى ورسله، وسماها بعضهم بالصفات والأحكام، ولا مشاحّة في الإصطلاح، ولنقرأ بعض ما ذكروه .

فقال أبو بكر الباقلاني: "أن تكون آياتهم - يعني الأنبياء(عليهم السلام) - من أفعال الله سبحانه التي ينفرد بالقدرة عليها دون سائر خلقه ... وأن يكون ظهور المعجزة ممّا يخرق العادة وينقضها، وأن يكون غير النبي أو الرسول ومن أكرمه الله تعالى ممنوعاً وعاجزاً من إظهار ذلك على يده، وأن يكون مفعولاً عند تحدّي الرسل أن يأتي غيره بمثله" [1].

وما ذكره تضمن أربعة شروط، إلا أن غيره زاد عليها، فالعلّامة الحلي(رحمه الله) قال:

ولابدّ في المعجزة من شروط:

أحدهما: أن تعجز عن مثله أو عمّا يقاربه، الأمّة المبعوث إليها .

الثاني: أن يكون من قبل الله تعالى أو بأمره .

الثالث: أن يكون في زمان التكليف، لأنّ العادة تنتقض عند إشراط الساعة.

الرابع: أن يحدث عقيب دعوى المدّعي للنبوّة، أو جارياً مجرى ذلك، ونعني بالجاري مجرى ذلك، أن يظهر دعوة النبي في زمانه، وأنّه لا يدّعي النبوة غيره، ثم يظهر المعجزة بعد أن ظهر معجزاً آخر عقيب دعواه .


[1] الفرق بين المعجزة والكرامات والحيل والكهانة والسحر والنارنجات لابن الباقلاني: 8 - 31 منشورات جامعة الحكمة في بغداد سلسلة علم الكلام / 2 .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست