responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 53

عن طريق الأسباب والسنن الطبيعية، كالسحر والشعبذة، والمخترعات العلمية بأنواع مكتشفاتها .

وخرج بقولهم: (المقرون بالتحدّي) الكرامة، وما فيه خوارق للعادة من دون تَحَدٍّ .

وخرج بقولهم: (السالم عن المعارضة) كل ما أمكن الإتيان بمثله من مظاهر غير معتادة يتوصّل إليها بضرب من التمرين والرياضة .

وإنّما تكون المعجزة شاهد صدق صاحبها فيما إذا أمكن صدق دعواه، أما إذا لم يمكن ذلك، بل كان ممتنعاً بحكم العقل، كدعوى الإلهية مع الله تعالى أو بدونه، لاستحالة ذلك (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاِّ الله لَفَسَدَتَا)[1] أو ممتنعاً بحكم النقل، كدعوى النبوة بعد الخاتم(صلى الله عليه وآله) فلا يمكن تصديق المدعي لقول الخاتم(صلى الله عليه وآله): "لا نبي بعدي"[2] ولا يجب على الله إبطال ذلك بعد حكم العقل بالاستحالة في زعم الإلوهية، وحكم النقل الثابت الصحيح بنفي النبوة بعد الخاتم(صلى الله عليه وآله) .

فَتحَصّـلَ في تعريف الإعجاز بأنّه أمر له حقيقة واقعية، غير انّه جارٍ على غير سنن الطبيعة، بل هو أمر خارق للعادة ومقرون بالتحدّي، وأما المقدّمات الطبيعية فهي مطويّة فيه، وتتحقّق المعجزة بلا وساطة سبب عادي، بل بالإرادة الربانيّة المحيطة بالأسباب والمسببّات، المهيمنة على تأثير السبب في المسبَّب، وتأثر المسبَّب بالسبب، وعندما تحصل المعجزة يحصل اليقين بأنّ الله سبحانه فعلها تصديقاً لنبيّه أو وصي نبيّه .


[1] الأنبياء: 22 .

[2] راجع حديث المنزلة وهو قوله(صلى الله عليه وآله) لعليّ(عليه السلام): "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي" وهو من الأحاديث المتظافرة نقلها عنهُ الخاصة والعامة، وحسبك أنّ الحافظ أبا حازم خرّجه بخمسة آلاف سَنَدٍ، راجع كتاب علي إمام البررة 1: 253 - 286 .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست