responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 309

الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) فقبول الخبرين معاً يستلزم التنافي، وطرحهما معاً كسائر مرويّاته التي رواها ممّا كان يحدّث به ولا أساس له، فإذا حوقق في ذلك قال: ربّ كيس عند أبي هريرة لم يفتحه [1].

ورحم الله أُمة محمد(صلى الله عليه وآله) من بلايا ما في ذلك الكيس، فلا موجب لطرحهما معاً بعد ورودهما في دواوين الحديث مكرراً، وترجيح أحدهما على الآخر من دون مرجح غير مقبول، فماذا هو الصحيح ؟

والجواب عندي كلاهما صحيح، إلّا أنّ الزمان الّذي حدّث فيه أبوهريرة بهما كان مختلفاً، فالأول ـ وهو الصحيح ـ كان في زمان لم يضلع فيه بعدُ مع الأمويين، ولم يلحس قصاعهم ويأكل مضيرتهم، ولما هملج مع الراكضين في ركابهم، صار يروي لهم ما يشعر بانتقاص الإمام(عليه السلام)، وكم لنا على ذلك من شاهد.

وحسبنا في المقام شاهداً خبره حين دخل الكوفة مع معاوية، وكان يجلس العشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه وقال: يا أبا هريرة أُنشدك الله أسمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول لعليّ بن أبي طالب: اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: اللّهمّ نعم، فقال: فأشهد بالله لقد واليت عدوّه وعاديت وليّه، ثم قام عنه.

وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة (سنة41) جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثم ضرب صلعته مراراً وقال: يا أهل العراق أتزعمون أنّي أكذب على رسول الله، وأحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول الله يقول: إنّ لكل نبي حرماً، وإنّ حرمي المدينة ما بين عير إلى ثور،


[1] تاريخ دمشق 19: 116، وسير أعلام النبلاء 2: 597، وفي كتاب شيخ المضيرة أبو هريرة: 221 قال رواه البخاري.

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست