responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 221

عندي في أنّها كانت مستغلّة، وقد ألقحت الفتنة الطائفية بين المسلمين لصالح الكافرين من اليهود وأصحاب الصليب، فكانت تلك اللعبة في أن تبارى فيها أصحاب الذقون ممّن يُعرفون ولا يُعرفون، وجميعهم لا يعرفون على مَ يهرفون ويعزفون (ماذا يراد بهم وأين يسار، والليل داج والطريق عثار) .

فتطاعنوا وتطاحنوا، بما لم يجدي المسلمين شيئا في حياتهم، سوى الإلهاء بالمهاترات، وأنّى يجديهم البحث بإدانة السلف وقد شاب على ضلالتهم الخلف، لكنها الفتنة العمياء التي قال عنها(صلى الله عليه وآله):

"كأنّكم براكب قد أتاكم فينزل بكم فيقول الأرض أرضنا، والمصر مصرنا، وإنّما أنتم عبيدنا ! وأجراؤنا، فحال بين الأرامل واليتامى وما أفاء الله على إمامهم"[1].

صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جاء الراكب من شذّاذ الآفاق ومردة أهل الكتاب، ونزلوا بنا في فلسطين وقالوا الأرض أرضنا والمصر مصرنا، وطردوا أهلها فشرّدوهم في البلدان، ومن بقي منهم فهم أذلاء أجراء كالعبيد.

فلعن الله من أتى بهم ومن دعاهم إلى اقتناص الفرصة واغتنام العرصة، ألم يقل نابليون بونابرت في نداء موجّه ليهود العالم: (أيها الاسرائيليون: انهضوا فهذه هي اللحظة المناسبة) [2] فلنقرأ ما كتبه قال: (وفي سبيل تحقيق أغراضه لم يتردد نابليون أمام الموانع والذرائع، فعند غزو مصر كان ادعاؤه أنّه الصديق الصدوق لخليفة المسلمين العثماني، الحريص على تثبيت سلطانه المهدد من المماليك في الداخل، والملوك المسيحيين في الخارج،


[1] مجمع الزوائد 5: 240.

[2] (محمد حسنين هيكل: المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل والأسطورة والامبراطورية والدولة اليهودية) 1: 27 الكتاب الأول الطبعة العاشرة سنة 2001 دار الشروق .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست