responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 217

وشذّرتهم فرقاً وأحزاباً في مدارسهم الفكرية، وأنظمتهم الإجتماعية.

فكان من الطبيعي أن تنشط البعثات التبشيرية بنشاطها المحموم، وتنفث في أبواقها أنواع السموم، من شعارات برّاقة وثقافة مدجّنة باسم حرية الرأي في العقيدة والكلمة والسلوك، وفيها مكمن الخطر حيث إساءة الاستعمال، فكان التفسّخ الخلقي والإنحلال، ومن ينكر المردود السيء للبرامج الخلاعية والتمثيليات العاهرة، وكتب الجنس الصارخة، فكانت الكارثة في إشاعة الفحشاء بين الجيل الناشئ على حد قول الشاعر:


أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكّنا

وهذا بعض أساليب الغزو الصليبي الّذي ما برح يستخدم كل ما وسعه من امكانات ثقافية وعقلية ونفسية في السياسة والاقتصاد والاجتماع فضلاً عن العسكرية، وقد نجح في توجيه الضربات الماحقة والمتلاحقة إلى المسلمين، ومن الحماقة أن يعزى ذلك كله إلى سبب جهل المسلمين وغفلتهم عمّا يُراد بهم، لا ليس الأمر كله كذلك، ولكن بسبب ضعف الإيمان في نفوسهم وحبّهم الحياة وكراهة الموت كما قال (صلى الله عليه وآله) حيث تنبّأ لهم بذلك منذ خمسة عشر قرناً حيث قال: "ويل للعرب من شر قد اقترب من فتنة عُمياً صُمّا بُكما"[1].

وعن ثوبان مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها، قال: قلنا: يا رسول الله أمن قلّة بنا يومئذٍ؟ قال: أنتم يومئذٍ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب أعدائكم ويجعل في قلوبكم الوهن، قال قلنا: وما الوهن ؟ قال: حبّ الحياة


[1] راموز الأحاديث: 461 ط الاستانة سنة 1275 هـ .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست