responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 192

كان آية وقعت في الليل لقوم سألوا واقترحوا فلم يتأهب غيرهم لها .

قال:ذهب بعض أهل العلم من القدماء إلى أنَّ المراد بقوله تعالى: (وَانشَقَّ الْقَمَرُ) أي سينشق.

كما قال تعالى: ( أَتَى أَمْرُ اللهِ) [1] أي سيأتي، والنكتة في ذلك إرادة المبالغة في تحقق وقوع ذلك فنزل منزلة الواقع والـّذي ذهب إليه الجمهور أصح، كما جزم به ابن مسعود وحذيفة وغيرهما، ويؤيّده قوله تعالى بعد ذلك: ( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ )[2] كما تقدّم تقريره في أول الباب .

وذكر الإمام الحليمي أنَّ القمر انـْشَقَّ في عَصْرِه، وأَنـَّه شاهد الهلال في الليلة الثالثة منشقاً نصفين، عرض كل واحد كعرض القمر ليلة أربع أو خمس، ثم اتـَّصَل فصار في شكل أُترجة إلى أن غاب .

أقول: وبعد جميع ما مرّ من كلام علماء المسلمين من مفسّرين ومحدّثين، ومتكلّمين ومؤرّخين، هل يبقى شك في صحة ما رووا ورأوا من وقوع آية انشقاق القمر ؟ ثم انّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ بسورة القمر في الجمع والأعياد في المجامع العامة، فيسمعها المؤمن والمنافق ومن في قلبه مرض، ولو لم يكن تحقـّق وقوع ذلك الإنشقاق لما كان يقرأ السورة، وهو (صلى الله عليه وآله) إنّما جاء برسالته لحرصه على هداية الناس في تصديقهم له، فلا يعقل أن يقرأ لهم ما يعلمون كذبه فيه، فينفـّرهم عنه، ثم انّ المؤمنين برسالته كانوا يسألونه عن أدنى شبهة، وفي القرآن المجيد وردت الآيات في مثل ذلك كثيرة تحكي طبيعة ما كان يسألونه عنه، فقد


[1] النحل: 1.

[2] القمر: 2.

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست