responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 132

انّه رسول الله إلى كافة العالم، وأنّ أهل مكة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء، وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر أن ينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب، ثم يعود إلى ما كان عليه، ففعل لهم ذلك بقدرة الله تعالى .

فلمّا سمعت ذلك من السُفار اشتقت إلى أن أرى المذكور، فتجهّزت في تجارة وسافرت إلى أن دخلت مكة، فسألت عن الرجل الموصوف فدلّوني على موضعه، فأتيت إلى منزله، فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه فوجدته جالساً في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه، وقد استنارت محاسنه، وتغيّرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأُولى فلم أعرفه.

فلمّا سلّمت عليه نظر إليَّ وتبسّم وعرفني وقال: وعليك السلام، أدن منّي،وكان بين يديه طبق فيه رطب، وحوله جماعة من أصحابه يعظّمونه ويبجّلونه، فتوقّفت لهيبته، فقال: يا أبانا أدن منّي وكل، الموافقة من المروءة، والمنافقة من الزندقة.

فتقدّمت وجلست وأكلت معهم من الرطب، وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ستّ رطبات سوى ما أكلت بيدي، ثم نظر إليَّ وتبسم، وقال: ألم تعرفني ؟ قلت: كأني غير أني ما أتحقق . فقال: ألم تحملني في عام كذا، وجاوزت بي السيل حين حال السيل بيني وبين ابلي، فعرفته بالعلامة، وقلت له: بلى، يا صبيح الوجه، فقال لي: أمدد يدك، فمددت يدي اليمنى إليه فصافحني بيده اليمنى وقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله، فقلت ذلك كما عَلّمني، فسُرّ بذلك، وقال لي عند خروجي من عنده: بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك، بارك الله في عمرك.

فودّعته وأنا مستبشر بلقائه وبالإسلام، فاستجاب الله دعاء نبيّه، وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة وها عمري اليوم ستمائة سنة، وزيادة وجميع مَن في هذه الضيعة

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست