responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 83

الحكم تراه ملاذاً لكلّ معضلة تحلّ بالثلاثة الّذين سبقوه, وأيضاً كان(عليه السلام) كاشف كلّ كربة تحيق بالإسلام وأهله حتّى صدح عمر بن الخطاب - وهو في سدّة الحكم - بقوله: ((لولا عليّ لهلك عمر))[1].

قال المناوي الشافعي: ((أخرج أحمد أنّ عمر أمر برجم امرأة فمرّ بها عليّ فانتزعها فاُخبر عمر فقال: ما فعله إلا لشيء, فأرسل إليه فسأله, فقال: أما سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: رفع القلم عن ثلاث (الحديث), قال: نعم, قال: فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. فقال عمر: لولا عليّ لهلك عمر (قال المناوي) واتفق له مع أبي بكر نحوه (وقال) أخرج الدارقطني عن أبي سعيد أنّ عمر كان يسأل عليّاً عن شيء فأجابه فقال: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن, وفي رواية: لا أبقاني الله بعدك يا عليّ))[2].

وقد اتفقت مثل هذه المواقف أيضاً مع عثمان, فصرّح بما صدح به عمر من قبل وقال: ((لولا عليّ لهلك عثمان))[3].

ولم يقتصر هذا الاعتراف ببيان عزّة الإسلام ومنعته بوجود أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) على لسان ممّن سبقوه بالحكم فقط, بل شهد بذلك حتّى مناوئيه ومحاربيه, فهاهو معاوية يجهر حينما بلغه مقتل أمير المؤمنين(عليه السلام) ويقول: ((لقد ذهب الفقه والعلم بموت عليّ بن أبي طالب, فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام, فقال له: دعني عنك))[4].


[1] ذخائر العقبى: 82، تأويل مختلف الحديث: 152، الاستيعاب 3: 1103.

[2] فيض القدير 4: 470.

نقول: وفي هذا اعتراف صريح من عمر بأنّ عزّته كحاكم وعزّة من يحكمهم منوط بوجود الإمام(عليه السلام)!

[3] اُنظر زين الفتى للعاصمي1: 318.

[4] الاستيعاب 3: 1108.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست