عشر خليفة في الاُمّة يتولّون مهام قيادة الاُمّة من بعده إلى يوم القيامة، يتبيّن لنا بوضوح - عند الجمع بين هذه الأحاديث - أنَّ أئمّة أهل البيت هم الخلفاء الاثني عشر الّذين عناهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) بحديثه, وهؤلاء الأئمّة هم الّذين تجهر الشيعة الإمامية بالاعتقاد بهم وموالاتهم, ولم يدّع أحد من الفرق الإسلامية بموالاة هذا العدد والاعتقاد به سوى هذه الطائفة الّتي تطابق أقوالها وأفعالها النصوص النبوية الصريحة ... فتدبّر وتأمّل جيداً.
ومن تلك الروايات المشار إليها، ما رواه مسلم في صحيحه, وأحمد في مسنده, أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة, أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة, كلّهم من قريش)[2].
وأيضاً روى مسلم في صحيحه عن النبي(صلى الله عليه وآله): (لا يزال هذا الدين منيعاً عزيزاً إلى اثني عشر خليفة... كلّهم من قريش)[3].
وقد صرّح بعض علماء الجمهور بهذه الحقيقة - الّتي أشرنا إليها بعد الجمع بين الأحاديث النبوية الصحيحة - نقلاً عن بعض المحققين بأنّ المراد بالخلفاء الاثني عشر الوارد ذكرهم في الأحاديث النبوية هم أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) لا غير.
قال الحافظ سليمان البلخي الحنفي: ((قال بعض المحققين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده(صلى الله عليه وآله) اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح