responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 345

وأخرج البخاري في كتابه (الأدب المفرد) عن أبي هريرة أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: (لا تقولنّ قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإنّ الله(عزوجل) خلـق آدم على صـورته)[1].

ولا يخفى أنّ ظواهر هذه الروايات تفيد تجسيم الله سبحانه وتعالى وتشبيهه بخلقه، إذ هي تثبت له - جلّ وعلا - وجهاً وصورة وأنّ هناك تشابهاً بين صورة الإنسان وصورة الله، وخاصة إذا تبنـّى البعض تفسير الحديث الأوّل بالحديثين الأخيرين!

وهذه النصوص تطابق بمضامينها النصوص المتقدّمة عن التوراة، وقد تبنّاها - كعقيدة - ابن تيمية وأتباعه وساروا على (هداها) في اعتقادهم بالله تعالى!!

فقد صرّح ابن تيمية بثبوت هذا الحديث، أي: حديث (أنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن) بهذا اللفظ - من دون تأويل - في جملة من كتبه، منها: (التأسيس في ردّ أساس التقديس) و(دقائق التفسير) في الجزء الثاني منه، ص 171، و(الفتاوى الكبرى) في الجزء الخامس منه، ص 302. وهذا الاعتقاد الّذي صدح به ابن تيمية في كتبه هذه هو الّذي يسير عليه أتباعه ومقلّدوه إلى الآن، حتّى أنّ أحدهم وهو (حمود التويجري) قد ألّف كتاباً مستقلاً في إثبات هذه العقيدة، أسماه(عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن)!! وهذا الكتاب قرّظه عبد العزيز بن باز مفتي الديار السعودية، كما يجده المطالع للكتاب في الصفحات الأولى منه.

وفي سؤال وجهه البعض إلى لجنة الإفتاء الوهابية (المجلد الرابع، ص 368، فتوى رقم 2331) تجد التبني الواضح لهذه العقيدة، جاء في السؤال: عن أبي هريرة(رضي الله عنه) عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً)، فهل هذا الحديث صحيح؟


[1] الأدب المفرد: 47، فتح الباري 5: 133.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست