إن كان بيتك من زجاج ..

ذكر بعض الباحثين فيما سبق، أنّ قصة ابن سبأ كان الهدف منها إضفاء عنصر يهودي على التشيّع لتحقيق أهداف معينة، غايتها إقصاء الآخر والغلبة عليه ولو بالباطل، وبعد أن تبيّن لنا أنّ أمر هذه القصة كان منحولاً إلى آخره - على حدّ قول طه حسين - وهي لا تقوى على إثبات نفسها، فضلاً عن الدفع بها في صدور الآخرين!!

فإنّنا سنبحث هنا ـــ على قاعدة الجزاء بالجزاء والبادي أظلم ـــ فيما ثبت عند القوم من أحاديث صحاح، ووقائع رووها هم في كتبهم المعتبرة، تكشف بكلّ وضوح عن الدور الّذي لعبه اليهود في الدس على عقائد أهل السنة، وكيف تلقّف (رموز السلف) خاصة، وتبعاً لهم (السلفيون) هذا الفكر اليهودي دون غيرهم على أنّه عقيدة صحيحة، وروّجوا له بكلّ ما أوتوا من جهد وقوّة، ساعين في حمل المسلمين على الاعتقاد به واعتناقه!! ممّا يضعنا أمام تساؤل حقيقي وكبير هو: أيّ الفريقين أحق بإلصاق التهمة المتقدّمة به، ونعني بها: الأثر اليهودي في فكره وعقيدته؟!

دور اليهود في (مصادر) الفكر السلفي:

وقبل البدء بتناول ما بثّه اليهود من عقائد، وتلقّفه (السلفيون) بالخصوص دون غيرهم من الفرق الّتي تنتسب للإسلام، وأخذوا به على أنّه عقيدة صحيحة يدينون لله بها، نذكر تأثّر رموز (السلفية) بهذا الفكر اليهودي، والّذين ما فتأوا عن الاهتمام بأحبار اليهود الّذين أسلموا، حتّى أنّهم جعلوهم ـــ أي: هؤلاء الأحبار ـــ بطانة لهم دون غيرهم من الصحابة الكبار كما سيأتي بيانه!!