والثاني ــ في وهن الأخذ بكلام الشعبي ــ: أنَّ الكلام المتقدّم لا يعدو أن يكون رأياً للشعبي وهو غير حجّة، فلا يلزم الغير.

والثالث: هذا الأثر، الوارد عن الشعبي، ضعيف السند، لجهالة بعض رواته، وورود القدح في البعض الآخر[1].

ملاحظة يجدر التنبيه عليها!

ذكر البلاذري في (أنساب الأشراف): ((أنّ عبد الله بن وهب الراسبي هو ابن سبأ، وذكر أيضاً: ((وأمّا حجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي وحبة بن جوين البجلي ثمّ العرني وعبد الله بن وهب الهمداني وهو ابن سبأ، فإنّهم أتوا عليّاً فسألوه عن أبي بكر وعمر))[2].

وهذه الدعوى ـــ أي: أنّ عبد الله بن وهب هو ابن سبأ ـــ ينبغي الوقوف عندها، وتبيان الحقيقة فيها . إذ إنَّ ابن سبأ المزعوم بأنّه صاحب الوصية لعليّ(عليه السلام) وواضع الرجعة يختلف تمام الاختلاف في منشأه وعقيدته عن عبد الله بن وهب الراسبي، أحد رؤوساء الخوارج...

نعم، توجد هناك أوجه للتشابه بين الرجلين أوقعت بعض المؤرخين في توهم الاتحاد بينهما، إذ كلاهما اسمه (عبد الله)، وأيضاً كلاهما كان من اليمن، وكلاهما كانا مع أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكلاهما يسمّى ابن السوداء كما مرّ، وأيضاً هذا يطلق عليه (السبائي)[3] وذاك (ابن سبأ)...

[1] اُنظر كتاب الضعفاء الصغير للبخاري: 116، ضعفاء العقيلي 4: 234 وفيه روى عن الميموني قوله: (سمعت أحمد يقول: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف، وذكر والله شيئاً عن مجالد فقال: كم من أعجوبة لمجالد) (انتهى).

[2] أنساب الأشراف 3 : 155.

[3] اُنظر: تاريخ بغداد 8: 490.