responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 190

النبيّ(صلى الله عليه وآله) بين يدي الصف يريد ذلك فجاء عمر فأخذ بثوب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وفي لفظ (عن عمر نفسه): تحوّلت حتّى قمت في صدره، وفي لفظ: فجذبه من خلفه. وقال ـــ أي: عمر ـــ : ألم ينهك الله أن تصلي على المنافقين؟ فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): (إنّي خُيّرت فاخترت فقيل لي: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ(}[1].

فهل ترى ـــ أيها القارئ الحصيف ـــ أنّ هذه الجرأة, وهي واضحة وجلية للعيان، لم تحبط عمل هذا الصحابي ـــ كما تنص عليه الآية المتقدّمة ـــ، بل عدّها البعض كرامة من كراماته, ومن موافقاته لربّه, لأنّه نزل عقيب هذه الحادثة قوله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[2].!!

والطريف في الأمر، بل هو المؤلم حقاً: أنّ هؤلاء المدّعين يريدون القول بأنّ النهي الوراد في الآية الّتي نزلت بعد تلك الحادثة، كان ممّا ألهمه عمر وحرّمه رسول الله(صلى الله عليه وآله)! فهل رأيتم أشنع وأفضع من هذا الغلو الفاضح والتجنّي الظاهر؟! فالحادثة السابقة واضحة، وهي تحكي في بعض نصوصها أنّ عمر قال للنبيّ(صلى الله عليه وآله): أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال لك: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[3]؟![4]


[1] اُنظر الحادثة في: صحيح البخاري 5: 207 باب قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}، مسند أحمد 1: 16، شرح نهج البلاغة للمعتزلي 12: 55.

[2] اُنظر القرطبي في تفسيره 8: 219..والآية المذكورة أعلاه هي الآية 84 من سورة التوبة.

[3] سورة التوبة :80.

[4] صحيح البخاري 7: 36 كتاب اللباس.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست