responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 124

وهذا الصحابي الكبير - كما هو معروف عنه - كان ممّن اختص بأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) وانقطع إليه بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حتّى قيل له: ما أشدّ حبّك لعليّ.؟! فقال سلمان: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (من أحبّ عليّاً فقد أحبني, ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني)[1].

وهذه المودّة بين سلمان وأهل البيت(عليهم السلام) قد اشتهرت حتّى جاء ذكرها على لسان الشعراء في أشعارهم، ومن ذلك يقول أبو فراس الحمداني:


كانت مودّة سلمان لهم رحماًولم يكن بين نوح وابنه رحم

وأيضاً لظهور اختصاصه بأمير المؤمنين(عليه السلام) وقربه منه، كان(عليه السلام) يُسأل عنه.

روى ابن عساكر عن زاذان بن عمر قال: ((كنت عند عليّ فوافقنا منه طيب نفس، فقلنا: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك؟ قال: عن أيّ أصحابي تسألوني كلّ أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) أصحابي؟ قلنا: أصحابك الّذين رأيناك تلطفهم. قال: أيّهم؟ قالوا: سلمان. قال: ذاك عَلم العِلم (الأوّل)، وعلم الآخر، وقرأ كتاب الأوّل وكتاب الآخر))[2].

وفي رواية ابن سعد: ((سئل عليّ عن سلمان, فقال: (ذاك امرؤ منّا وإلينا أهل البيت, من لكم بمثل لقمان الحكيم عَلم العلم الأوّل والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأوّل والكتاب الآخر, وكان بحراً لا ينزف)))[3].

وفي يوم السقيفة كان سلمان (رضوان الله عليه) ممّن أخذ جانب عليّ(عليه السلام) ولم يبايع لأبي بكر، وكان له في ذلك اليوم كلاماً ذكره الجوهري في كتابه (السقيفة وفدك) حيث روي: ((عن حبيب بن أبي ثابت، قال: قال سلمان يومئذٍ: أصبتم ذا السن


[1] أخرجه الحاكم في مستدركه 3: 141 وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

[2] تاريخ مدينة دمشق 21: 421.

[3] الطبقات الكبرى 4: 85.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست