responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 122

أنّهم تركوا رجلاً ما أقول إنّ أحداً أعلم منه، ولا أقضى بالعدل، ولا أعرف بالحقّ، أما والله لو أجد أعواناً))[1].

وهذه شهادة من المقداد بمظلومية أهل البيت(عليهم السلام)، وبأنّهم أهل الحقّ، وهذا المعنى الّذي تحدّث به هذا الصحابي الجليل هو نفسه الّذي تعتقده الشيعة الإمامية ولا تختلف فيه مع المقداد بحرف واحد، والكلام المشروط للمقداد مع عبد الرحمن ابن عوف بقوله: ((لئن كنت .. فأثابك الله))، لم يكن منه إلا لعلمه بنوايا القوم اتّجاه علي(عليه السلام)، لذا علّق الإثابة على النية الصادقة من ابن عوف، وهي لم تكن كذلك، ويشهد لهذا استجابة دعاء الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) بحقّه هو وعثمان حين قال له بعد دعوته السابقة التي جابهه بها كما جابه المقداد من قبل فقال(عليه السلام) له: (إنّما أثرته بها لتنالها بعده، دقّ الله بينكما عطر منشم)[2].

فاستجاب الله سبحانه لدعاء أمير المؤمنين(عليه السلام)، ففسد بعد ذلك ما بين عثمان وعبد الرحمن، فلم يكلّم أحدهما صاحبه حتّى مات عبد الرحمن، وفي هذا يروي أحمد بن حنبل في مسنده: عن عاصم، عن شفيق، قال: لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة، فقال له الوليد: مالي أراك جفوت أمير المؤمنين عثمان(رضي الله عنه)؟


[1] العقد الفريد 5: 32 في حديث بيعة عثمان، واُنظر أيضاً: الكامل في التاريخ 3: 29، 30، وذكر نحوه الطبري في تاريخه 5: 37.

[2] السقيفة وفدك: 89، شرح نهج البلاغة للمعتزلي 188:1، ومنشم، بكسر الشين: اسم امرأة كانت بمكة عطارة، وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، فكان يقال: أشأم من عطر منشم، فصار مثلا. صحاح الجوهري 2041:5.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست