responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 53

عزّوجل(وجعلنا ابن مريم وأمّه آية) قال: {أي حجّة}[1]، فحجيّتها (عليها السلام) في عرض حجية ولدها نبي الله، بل حجيتها سبقت حجية عيسى، كما أن حجية عيسى تلت حجيتها زماناً واقتضاءً.

فالترتب الزماني بين الحجتين ظاهر، اذ كان تكليم الله لها وكذلك الملائكة قبل ولادة عيسى بفترة، على أن السبق الزمني لا يكون بالضرورة لخصوصية معينة، وانّما هي أشبه بحالات ارهاص لنبوّة عيسى(عليه السلام) ولا شك أنها خصوصية عظيمة ومنزلة رفيعة. فقوله تعالى (وجعلنا ابن مريم وأمّه آية)أي انّ المسيح وأمّه كليهما من أصول الديانة المسيحية بل من الاعتقادات اللازم الاعتقاد بها عند المسلمين أيضاً لوجوب الايمان بكل كلمات الله وآياته وكتبه ورسله وآياته وحججه لقوله تعالى {آمن الرسول بما أُنزل اليه من ربّه والمؤمنون كلٌ آمن باللّه وملائكته وكتبه ورُسله لا نُفرق بين أحد من رسله}[2]، أي انّ مريم(عليها السلام) من الحجج الالهية. كما سيأتي بيان الآيات الأخرى المفسرة لمعنى كونها آية.

كما أنها مقتض لنبوّة عيسى(عليه السلام) لكونها قد حضيت بتكليم


[1] البرهان 3: 113 .

[2] البقرة: 285 .

اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست