responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 51

وهو نظير ما حدث لمريم(عليها السلام)، قال تعالى حكاية عن مريم: {قالت ربّ أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء}[1].

فكلاهما عرضا مقتضي الامتناع عن قابليتهما لبشارة الغلام، اذ احتج زكريا كون امرأته عاقراً غير مقتضية للحمل وهي في هذا السن المتقدم، ومريم احتجت بكونها غير قابلة للحمل لعدم امكان ذلك من دون زوج، وكان جوابه تعالى لهما واحداً: (قال كذلك الله يفعل ما يشاء)مما يدلل على وحدة المقام لكلا الحالتين حالة زكريا وحالة مريم فضلاً عن ارتباط المهمتين، والتشابه بين البشارتين تتكفله سورة مريم، قال تعالى: {انّ الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله}[2]. على أنا لا نغفل عما تقدم من دعاء زكريا من كون دعائه في طلب الولد كان معللاً بخوفه الموالي من بعده أن لا يحسنوا خلافته، اذ كان زكريا مشفقاً على دعوته أن لا يخلفها أحد من بعده، فهو سيخلف من ورائه موالي سوء، لا يحسنون خلافته في دعوته فضلاً عن وراثته مما ترك، مما يعني أن يحيى سيواجه خطر التنافس على وراثة أبيه فضلاً عن عدم التصديق به من قبل قومه ومواليه، وكون هؤلاء يتحينون


[1] آل عمران: 47 .

[2] آل عمران: 39 .

اسم الکتاب : مقامات فاطمة الزهراء المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست