اسم الکتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد المؤلف : الحسّون، محمد الجزء : 1 صفحة : 49
كما طال الهدم مرقد عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله) حمزة بن عبد المطّلب ، وغيره من شهداء أُحد مثل مصعب بن عمير ، وجعفر بن شمّاس ، وعبد الله بن جحش .
وقد امتدّ التدمير إلى مرقد حبر الأُمّة عبد الله بن عبّاس في الطائف ، وقد كانت عليه قبّة مشادة لا تزال صورتها موجودة على صفحات التاريخ .
وعندما امتدّ الزحف العسكري إلى مكّة المشرّفة عمدوا إلى آثارها فدمّروها ، وهدموا المراقد الشريفة في مقبرة المعلّى في الحجون ، فهدموا قبّة عبد المطّلب جدّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، ومرقد عمّه أبي طالب .
كما دخلوا إلى مدينة جدّة فهدموا قبّة حوّاء أُمّ البشريّة الأُولى وخرّبوا قبرها ، كما طال الهدم بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومنزل فاطمة الزهراء(عليها السلام)، ومنزل حمزة بن عبد المطّلب، ودار الأرقم ابن أبي الأرقم ، ومكان العريش التاريخي الذي أشرف منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على معركة أُحد[1].
وعند ذلك وجد العلاّمة البلاغي أنّ الواجب الإسلامي يحتّم عليه الوقوف أمام هذه الأعمال الشنيعة ، فخرج إلى مجتمعه يبيّن له خطورة هذه التصرّفات ووجوب الوقوف أمامها ، فكان من نشاطه في هذا المجال :
أوّلا : إلقاء محاضرة علميّة قيّمة على جمع من تلاميذه ، بيّن فيها الأهداف المشؤومة من هذه الفتوى ، وفنّد ما ورد فيها من أدلّة استدلّ بها علماء المدينة على تحريم البناء على القبور . وقد دوّن هذه المحاضرة تلميذه الوفي الأديب الشاعر آية الله الشيخ محمّد علي الأُوردبادي النجفي ( م 1380 هـ ) ، وطُبعت في مدينة النجف الأشرف في تلك السنة ـ 1344 هـ ـ بعنوان دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى[2] .
ثانياً : نظم قصيدة ميميّة من البحر البسيط مطلعها :
دَهاكَ ثامِنُ شَوَّال بِما دَهَما
فَحَقَّ لِلْعَيْنِ إهْمالُ الدُّموعِ دَما
[1]انظر مقدّمة "دعوة الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى" المطبوعة 1420 هـ في دار المحجّة البيضاء في بيروت.