وفي أثناء دراستي لحياة العلاّمة البلاغي ومراجعتي للكثير من المصادر المتوفّرة لدينا ، حاولت قدر الإمكان الوقوف على أكبر عدد ممكن من قصائده ومقطوعاته الشعريّة ، إلاّ أ نّني لم أُوفّق إلاّ في العثور على أربع عشرة قصيدة من شعره الذي نظمه في مناسبات مختلفة ، ولعلّ السبب الرئيسي في ضياع شعر البلاغي هو عدم اهتمامه بجمعه وإظهاره ، إذ كان (رحمه الله) متواضعاً إلى درجة كبيرة وصلت إلى حدّ نكران الذات .
والأبواب التي طرقها البلاغي في شعره مختلفة، فأكثره كان في مدح أهل البيت(عليهم السلام)ورثائهم ، وهو غرضٌ يسمو على أغلب الأغراض الشعريّة المعروفة عند الشعراء ، وقد سجّل البلاغي تقدّماً ملموساً في هذا المضمار .
وباقي شعره في تهنئة خليل ، أو رثاء عالم جليل ، أو في حالة الحنين إلى الأخلاّء يحتّمه عليه واجب الوفاء ، أو في الدفاع عن رأي علمي ، أو شرح عقيدة ، أو فكرة فلسفيّة بطريقة المعارضة الشعريّة .
فله قصيدتان في ذكر المهدي ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ .
وقصيدة فلسفيّة جارى بها عينيّة ابن سينا .
وقصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) ، وأُخرى من بحر الرمل تصلح لأهل اللطم في عاشوراء ، وثالثة في رثاء السيّد محمّد سعيد الحبّوبي .
وقصيدة قرّظ فيها كتاب العتب الجميل للسيّد محمّد بن عقيل .
وله قصائد عديدة إخوانيّة : منها رسالة بعثها من سامرّاء إلى بعض إخوانه ، ومنها في تهنئة بمولود ، ومنها رسالة إلى السيّد محسن الأمين بعثها إليه وهو في الشام ، ومنها جواب لابن عمّه الشيخ توفيق في لبنان .