responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر    الجزء : 1  صفحة : 164

بسم الله الرحمن الرحيم : لعبد الله معاوية أمير المؤمنين.

أمّا بعد ، فإنّ الله قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء فكاد له عدوّه وكفاه مؤونة من بغى عليه ، إنّ طواغيت من هذه الترابية السبائية رأسهم حجر بن عدي ، خالفوا أمير المؤمنين ، وفارقوا جماعة المسلمين ، ونصبوا لنا الحرب ، فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم ... » [١].

فها هو نص رسمي يذكر فيه الترابية السبائية للوشاية بهم لدى السلطان حتّى ينفّذ فيهم جزاء معونتهم لعلي والانتصار له ، فكان جزاء حجر بن عدي وأصحابه القتل في مرج عذراء الذي فتحه الرجل وجعله جزءاً من دولة الإسلام ، وهو اليوم يقف ليقتل هو وأصحابه فيه.

فالاسم له أبعاده السياسية ، وليس له أيّ بُعد مذهبي أو عقائدي آنذاك ، وإلاّ ما سكت عنه معاوية حتّى يجد دفاعاً يدافع به عن نفسه في قتل حجر بن عدي ، ولو كان هناك سبئية بالمعنى الاصطلاحي عند أهل المقالات والفرق لردّ به معاوية على السيدة عائشة وهي تقول له : يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟!

ولم يجد ما نجده عند أصحاب التاريخ والمقالات ، وإلاّ لقال لها إنّهم ادّعوا لبشر الأُلوهية ، وأنّه يرجع إلى الدنيا ، أو أنّه يسكن السحاب.

وإنّما قال معاوية : إنّما قتلهم من شهد عليهم.

وهاهو معاوية يحتضر ويقول : يومي منك يا حجر طويل.


[١] محمّد بن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ، ٢ / ١٣٥.

اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست