اسم الکتاب : الشيعة الجذور والبذور المؤلف : محمود جابر الجزء : 1 صفحة : 163
وشاركوا فى وضع أُسس الإسلام ، كان لابد أن تلقى مسؤولية هذه الأحداث الجسام على كاهل أحد ، ولم يكن من المعقول أن يتحمّل وزر ذلك كله صحابة أجلاء أُبلوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله بلاءً حسناً ، فكان لابد أن يقع عبء ذلك كله على ابن سبأ ، فهو الذي أثار الفتنة التي أدّت إلى مقتل عثمان ، وهو الذي حرّض الجيشين يوم الجمل على الالتحام على حين غفلة من علي وطلحة والزبير أمّا في التاريخ الفكري فعلى عاتقه يقع أكبر انشقاق عقائدي في الإسلام بظهور الشيعة ، هذا هو تفسير مبالغة كتّاب الفرق وأصحاب المذاهب لا سيما السلفيين والمؤرخين في حقيقة الدور الذي قام به ابن سبأ ، ولكن أليس عجيباً أيضاً أن يعبث دخيل في الإسلام كل هذا العبث فيحرّك تاريخ الإسلام السياسي والعقائدي على النحو الذي تمّ عليه وكبار الصحابة شهود[١].
أصل كلمة « سبئي »
كانت السبئية تدل على الانتساب إلى قبائل اليمن من سلالة سبأ بن يشجب على مدى قرون عديدة.
فلمّا انتصرت هذه القبائل لعلي بن أبي طالب وكانوا عامّة شيعته ، وحينما أقام الأمويون دولتهم استعملت كلمة سبائي أو سبئي نبزاً لكل شيعي ، وهذا ما أثبتته كتابات الدولة ، وخاصّة كتاب زياد بن أبيه إلى معاوية في شأن حجر بن عدي وجاء فيه :