responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحسـن بن فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : عبد المحسن عبد الزهراء    الجزء : 1  صفحة : 283

فمع غياب أجسادهم عنّا، لم تبرح تعاليمهم بين أيدينا، يخافون علينا الفتنة، فرسموا لنا الخلاص منها، ويخشون علينا الشياطين في لباس الصالحين، فعلّمونا كيف نفرّق بين المؤمنين الصالحين والمنافقين، فقالوا صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين:

قال الإمام الرضا(عليه السلام): قال عليّ بن الحسين(عليهما السلام): إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه[1]، وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرَّنّكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيّته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخّاً[2] لها، فهو لا يزال يختل[3] الناس بظاهره فإن تمكّن من حرام اقتحمه.

وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويداً لا يغرَّنّكم، فإنَّ شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو[4] عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرّماً.

فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويداً لا يغرّكم، حتّى تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع، ثمّ لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.


[1] تماوت في منطقه: أي تخافت وتضاعف في كلامه.

[2] الفخ: الة يصاد بها.

[3] يختل: يخدع.

[4] أي من ينفر عنه ولا يقبل إليه.

اسم الکتاب : المحسـن بن فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : عبد المحسن عبد الزهراء    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست