(( عن أنس بن مالك: إنّ المغيرة بن شعبة كان يخرج من دار الإمارة وسط النهار، وكان أبو بكرة ـ نفيع الثقفي ـ يلقاه فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول: إلى حاجة. فيقول له: حاجة ما؟ إنَّ الأمير يُزار ولا يزور.
قال: وكانت المرأة ـ أُمّ جميل بنت الأفقم ـ التي يأتيها جارةً لأبي بكرة.
قال: فبينا أبو بكرة في غرفة له مع أصحابه وأخويه نافع وزياد ورجلٌ آخر يقال له: شبل بن معبد، وكانت غرفة تلك المرأة بحذاء غرفة أبي بكرة.
فضربت الريح باب غرفة المرأة ففتحته، فنظر القوم، فإذا هم بالمغيرة ينكحها، فقال أبو بكرة: هذه بليِّةٌ ابتليتم بها، فانظروا. فنظروا حتّى أثبتوا، فنزل أبو بكرة حتّى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له: إنَّه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا، قال: وذهب ليصلّي بالناس الظهر فمنعه أبو بكرة، وقال له: واللّه لا تصلّي بنا وقد فعلت ما فعلت. فقال النّاس: دعوه فليصلِّ فإنَّه الأمير واكتبوا بذلك إلى عمر. فكتبوا إليه فورد كتابه أن يقدموا عليه جميعاً المغيرة والشهود.
قال مصعب بن سعد: إنَّ عمر بن الخطاب جلس ودعا بالمغيرة والشهود، فتقدَّم أبو بكرة، فقال له: أرأيته بين فخذيها؟ قال: نعم واللّه لكأنّي أنظر تشريم جدري بفخذيها، فقال له المغيرة: لقد ألطفت النظر، فقال له: ألم أك قد أثبت ما