responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوضّاعون وأحاديثهم الموضوعة المؤلف : رامي يوزبكي    الجزء : 1  صفحة : 56
القصاصين حاولوا اضفاء الطابع الديني على قصصهم من خلال ربط مضامينها ومجرياتها بالسنة النبوية الشريفة.

ولا يمكننا هنا تجنب الاشارة الى النتائج المخربة والاثار السيئة للاحاديث التي احدثها وادى اليهاوضع الحديث على عقائد الناس وافكارهم وكذا نظرتهم الى الحاكم والعلاقة به.

ويمكن القول هنا ان الدوافع السياسية تاتي في طليعة العوامل التي ادت الى بروز هذه الظاهرة وانتشارها واشرنا آنفا الى الدور الاموي ابتداء من حكم معاوية بن ابي سفيان في وضع الحديث، ونقول هنا ان دافع الامويين الرئيسي من وراء ذلك كان اضفاء صفة الشرعية على نظام حكمهم وتقديمه للمسلمين بصورة مقبولة دينيا، فقد كان الامويون يعلمون كغيرهم بافتقاد نظامهم لمثل هذه الشرعية وضعف الاساس الديني الذي يرتكز عليه حكمهم، لهذا لجاوا الى الحديث المكذوب على الرسول يستمدون منه الغطاء الشرعي ويدعمون به الاساس الواهي لحكمهم، وقد وجدوا الكثير من (الصحابة) ممن هم على استعداد للقيام بهذه المهمة ووضع الاحاديث التي تعزز شرعية هذا الحكم وتمنع الناس من التعرض له او حتى انتقاده.

والملاحظ ان الامويين مارسوا في مسعاهم لتحقيق الشرعية المطلوبة التعاط ي مع الحديث النبوي على عدة مستويات، وكنا قد اشرنا في حديث سابق لما يمكن ان ندعوه هنا بالمستوى النظري لهذا التعاطي،

اسم الکتاب : الوضّاعون وأحاديثهم الموضوعة المؤلف : رامي يوزبكي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست