responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
فصاح شمر: «ما تقول يا ابن فاطمة؟» قال الإمام: «أقول أنا الذي أُقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهن جناح، فارجعوا بطغاتكم وجهالكم عن التعرّض لحرمي» فقالوا: ذلك لك ورجعوا.

ومكث الإمام (عليه السلام) صريعاً يعالج جروحه الدامية والناس يتقون قتله وكل يرغب في أن يكفيه غيره، فصرخ بهم شمر قائلاً: «ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل، اقتلوه ثكلتكم أُمهاتكم» فهاجوا على الحسين واحتوشوه فضربه زرعة على عاتقه بالسيف.

وأقبل عندئذ غلام من أهله وقام الى جنبه ـ وقد هوى ابن كعب بسيفه ـ فصاح به الغلام: «ياابن الخبيثة أتقتل عمي؟» وانتقى السيف بيده فأطنها وتعلقت بالجلدة فنادى الغلام: «يا أُماه» فاعتنقه الحسين قائلاً: «صبراً يا ابن أخي على ما نزل بك، فإن الله سيلحقك بآبائك الطاهرين الصالحين، برسول الله وبعلي وبالحسن» ثم قال: «اللهم امسك عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، اللهم إن متّعتهم الى حين ففرّقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا تُرضي عنهم الولاة أبداً، فإنّهم دعونا لينصرونا فغدوا علينا يقتلونا».

ثم تضاعفت الرجّالة والخيالة على الحسين (عليه السلام) وطعنه سنان برمحه وقال لخولي: «احتز الرأس» فضعف هذا وأرعد، فقال له سنان: «فتّ الله عضدك» ونزل وذبح الإمام ودفع رأسه الى خولي، وسلبوا ما على الحسين (عليه السلام) ـ حتى سراويله ونعليه ـ ثم تمايل الناس الى رحله وثقله وما على أهله، حتى أنّ الحرة كانت لتُجاذب على قناعها وخمارها،والمرأة تُنتزع ثوبها من ظهرها فيؤخذ منها، والفتاة تعالج على سلب قرطها وسوارها، والمريض يُجتذب الأديم من تحته.

ثم نادى ابن سعد في أصحابه: «من ينتدب الى الحسين فيوطىء الخيل صدره

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست