responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 173

مصرع الإمام ومقتله


لقد توالت على ابن النبي (صلى الله عليه وآله) جروح دامية من مطاردة الأبطال ومضاربة الفرسان، وأثناء مناصرته لأنصاره ومكاشفة الجيش عن أهل بيته، وعندما بلغ المسناة رمى ابن نمير بسهم فجرح ما بين فمه وحنكه وملأ كفيه دماً فحمد الله وقال: «اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً». ثم ضربه كندي على رأسه بالسيف فقطع البُرنس وأدمى رأسه وامتلأ البرنس دماً فقال الحسين: «لا أكلت بيمينك وحشرك الله مع الظالمين» وألقى البرنس ولبس القلنسوة، ثم شج جبينه أبو الحتوف الخارجي بالحجارة، فسالت الدماء على وجهه وأفضت الإصابات والعصابات الى هُويّه نحو مصرعه، وأقبل شمر برجاله يحول بين الحسين (عليه السلام) ورحاله، واغتنمت رجّالة الجيش عندئذ فرصة مصرعه لاغتنام ما في رحله، وما على أهله ـ اولئك الذين فقدوا في تلك الساعة الرهيبة حامي حماهم ـ فاستفزت ضجتهم مشاعر الحسين الهادئة، فرفع رأسه وبصره وإذا بأجلاف القوم زاحفون من سفح التلال نحو مخيمه للسلب والنهب، فأثارت الغيرة في حسين المجد روحاً جديدة، فنهض زاحفاً على ركبتيه قائلاً: «يا شيعة آل أبي سفيان: إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم وراجعوا أحسابكم وأنسابكم إن كنتم عرباً».

اسم الکتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) المؤلف : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست