[3] نزول آية المودة في فضلهم، مما لا يرتاب فيه
أحد إلا من كابر، و قد تواترت الروايات بهذا المعنى في الكتب المعتبرة عندهم. فراجع:
الدر المنثور ج 6 ص 7، و تفسير الطبري ج 25 ص 14 و 15، و مستدرك الحاكم ج 2 ص 444
عن الصحيحين، و مسند أحمد ج 1 ص 199 و ينابيع المودة ص 15 عن مسند أحمد و غيره، و
الصواعق المحرقة ص 11 و 102 و ذخائر العقبى ص 25.
فعدة منها تنفي أجر الرسالة عن
الخلق، و تصرح بأن معطي الأجرة هو رب العالمين، قال تعالى:« وَ ما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ
مِنْ أَجْرٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ» يوسف: 104، و قال تعالى:« قُلْ
لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً» الأنعام: 90، و قال تعالى:« قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ-.-
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ص 86، فهذه الآيات تعلن بأن
أجره( ص) على اللّه تعالى، و ما كلف الناس بشيء من الأجر الذي لا ينتفع منه إلا
نفسه( ص).
و عدة منها تثبت له أجرا على
الناس غير الاجر المنفي في الآيات السابقة، قال تعالى:
« قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى»، و قال تعالى:« ما
سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ» سبأ: 47، و قال تعالى:« قُلْ
ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى
رَبِّهِ سَبِيلًا» الفرقان: 57، و هذه الآيات تعلن بأن الأجر المطلوب
من الناس يعود لهم لا عليهم، و ينتفعون هم منه في أمر دينهم، و شؤون حياتهم، و
المودة المطلوبة في القربى ليست إلا معرفة فضلهم الذي أوجبه اللّه عز و جل، فان
المودة على قدر معرفة الفضل و الإطاعة لهم، بما أمر به اللّه و الرسول، فكانوا هم
السبيل إليه تعالى، و المسلك إلى رضوانه.
اسم الکتاب : نهج الحق وكشف الصدق المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 175