responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب المؤلف : الطبرسي النوري، حسين    الجزء : 1  صفحة : 29
بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً }[1].

واحد اهم الفوائد العظمى الذي انتجته تلك الحركة المباركة ردّ فعل الشارع الايراني المسلم من الغزو الاستعماري للبلاد الاسلامية تحت عنوان (الحضارة الاوروبية)، فكان لتلك الفتوى اثراً كبيراً في ايجاد حاجز نفسي وفكري بين الشعب المسلم والاساليب الاستعمارية الجديدة التي ارادوا بها ان يسيطروا على البلاد الاسلامية، وقد كَتَبَ الوردي ـ الذي هو من اركان دعاة التغريب في العراق ـ عن اثر الثورة بقوله:

" والملاحظ ان موجة من التعصب ضد الحضارة الاوروبية اخذت تظهر في اوساط الشعب الايراني اثناء ذلك، وصارت الاشاعات تدور بين الناس حول مفاسد الحضارة وآفاتها.

والظاهر ان رجال الدين انتهزوا فرصة الاستياء العام من اتفاقية التنباك فارادوا اقتلاع جميع النظم الحديثة التي دخلت الى ايران في عهد الشاه ناصر الدين "[2].

وانطلق الوردي في مقولته هذه من المؤثرات الاستعمارية التي ترسخت في افكاره ومنهجه وطريقة فهمه للاشياء، ولذلك فهو لايهتم باستقلال البلاد وشخصية الانسان المسلم، ويخلط ـ عن عمد أو عن جهل ـ على احسن التقادير ـ بين (الحضارة الاوروبية) ومحاربة مفاسد الحضارة وآفاتها، وبين اقتلاع جميع النظم الحديثة، ويريد ان يقنع القاري بان (رجل الدين) يحارب النظم الحديثة والتقدم وتطور التكنلوجيا والعصرنة السليمة. وهذه النتيجة خلاف الواقع مائة بالمائة. وقد كفتنا التجربة الاسلامية الايرانية الحديثة مؤنة الرد على خزعبلاته واباطيله.


[1] راجع مقدمة تكملة امل الآمل (السيد عبد الحسين شرف الدين): ص 21 ـ والتكملة من مؤلفات (السيد حسن الصدر) قدس سره.

[2] لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: ج 3، ص 93.

اسم الکتاب : النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب المؤلف : الطبرسي النوري، حسين    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست