responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 70
واستمرت هذه الحالة مدّة ستة أشهر حتى ولد لأبي مولود جديد، فحملته إليه ودخلت الغرفة الخاصة به وقدّمته إليه فأخذه مستبشراً، ثم أذّن في أذنه اليمنى، وكانت المفاجئة أنّه أذّن بأذان الشيعة الاثنى عشرية، فاستغربت من ذلك وتفاجأت بما فعل، فاستفسرت منه هذا الفعل، فأجابني: إنّ البحث والتتبع الذي غاص فيه طيلة هذه الفترة قد غيّر مجرى معتقده، وأنّه كشف عبر ذلك أموراً كان غافلاً عنها فيما سبق، ولذلك اختار مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ليكون له معتقداً ينتمي إليه ويتمسك به ".

ماذا بعد إعلان الاستبصار:

يضيف الأخ حارث الغزالي: " انتشر خبر استبصار أبي في أُسرتنا، فتفاجأ به الجميع ولكنّنا كلّنا وثقنا بما ذهب إليه أبي، لأننا لم نعهد منه من قَبل ما يقدح بعدالته، بل كان نموذجاً وقدوة لنا في السلوك والأخلاق والعقيدة، فلهذا إنتمينا للمذهب الذي انتمى إليه من دون تردّد، ولكنه لم يكتفي بتقليدنا في هذا المجال، بل جعّل يعرض علينا أصول مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ومباني عقيدتهم بالتدريج، وكان لذلك أثراً بليغاً في تمسكنا بهذا المذهب، لأننا بعد معرفة الأدلة والبراهين لمسنا أثر صفاء هذه العقيدة على كياننا بصورة مباشرة، واطمئنت نفوسنا إليها، فاندفعنا بعد الاقتناع لأن نتمسك بها بقوّة.

وهكذا بدأ أبي نشاطه من جديد، فتقدّم إلى العمل التوجيهي بعزم وثبات وإرادة راسخة، وبدأنا نلحظ فيه الحيوية أكثر من قبل، فكان مندفعاً بقوّة ليجسّد المبادىء التى توصّل إليها، وكان يدعو الناس إليها ويكشف لهم عن وجه الحقيقة، حتى استبصر على يديه العديد من أبناء منطقتنا، فتمسكوا بمذهب عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن زالت عنهم الحجب، فلاح إلى أبصارهم نور تلك المصابيح التي لا يهتدي بها إلى الصراط المستقيم إلاّ أولي الأبصار.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست