responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 361

مواقف الإمام الصادق(عليه السلام) ازاء حكّام الجور:

كانت مواقف الإمام الصادق(عليه السلام) بخصوص الوضع السياسي الذي فرضه ولاة الجور كلّها تشير إلى عدم مشروعيّتهم، إذ لم يعرف عنه أبداً أيّ دعم أو تقرّب منه للحكام الظلمة وأعوانهم، فأعطى بذلك نهجاً مشرقاً لتسير عليه الأجيال.

ففي احدى المرات أجاب(عليه السلام) المنصور الدوانيقي بشكل قاطع وبأسلوب مفحم! عندما سأله المنصور ـ وكان الذباب يتطايح على وجهه وقد ضجر منه ـ بقوله: " يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ فقال الصادق(عليه السلام): ليذل به الجبابرة "[1].

وكتب إليه المنصور مرّة: " لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه الصادق(عليه السلام): ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّيك، ولا نراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟! فكتب إليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه(عليه السلام): من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك "[2].

فالإمام الصادق(عليه السلام) لم يتزلّف يوماً للسلاطين ولم يهادنهم رغم قسوتهم وشدّة وطئتهم، ولذلك قوبل الإمام(عليه السلام) بالهجمات العنيفة والحملات الظالمة، وأضطهد أتباعه، وأصبحت شيعته عرضة للخطر، فعانوا من بطش الجبابرة والظلمة ما لا يحيط به البيان.


[1] أنظر: نور الأبصار للشبلنجي: 226، تهذيب الكمال للمزّي: 5 / 93، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 264.

[2] أنظر: كشف الغمة للأربلي: 2 / 359، عن تذكرة ابن خلدون.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست