responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 317
ومن هنا فإنّ إخراج الحسين(عليه السلام) للعيال معه، وعدم تركهم لقمة سائغة وفريسة سهلة بيد الجلاوزة، كان أمراً طبيعيّاً لابد من القيام به، فالحسين(عليه السلام)عاش هذه الظروف الصعبة وكانت الخيارات أمامه محدودة، فهو(عليه السلام) لاقى نفس المحنة التي عاشها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل، وكان موقفه كموقف جدّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، فالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما هاجر من مكّة ترك إبنته الزهراء عند فاطمة بنت أسد، ثم لم يدخل المدينة حتى إلتحق به الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) مع ضعينة الفواطم، فإنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخشى أن يستخدم المشركون حجز إبنته ورقة ضغط عليه، فأودعها عند عائلة الإمام عليّ(عليه السلام)، ولو كان الإمام الحسين(عليه السلام) يضمن بقاء عياله في مأمن من التعدي، وأيدي أمينة كأيدي أبيه(عليه السلام) ما كان صحب العيال معه!.

وقد يسأل السائل: فأين إذاً المهاجرون والأنصار وأبناؤهم؟! ألم يكونوا عاهدوا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل أنّهم يذودون عنه وعن آله كما يذودون عن أنفسهم!

والجواب يكون ماثلاً وواضحاً عندما يتبيّن للسائل موقف المهاجرين والأنصار في أحداث السقيفة! وأنّ القوم لم يدافعوا عن أمّ الإمام الحسين(عليه السلام)وهي بضعة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما هجم الأوغاد على دارها، وأحرقوا بابها، ورضوا ضلعها، وهدّدوا بعلها بالقتل أمام مرأى ومسمع الجميع، ولم يتقدّم أحد من المهاجرين والأنصار للدفاع والذب عن حريم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن الأولى بالإمام الحسين أن لا يأمن على أهله من أتباع يزيد وأن يتركهم في أوساط هؤلاء.

والذي يتأمّل كل هذا يجد من غير المستبعد أن يطيع أهل المدينة يزيد فيمالو كلّفهم بحرق بيت الإمام الحسين(عليه السلام) على من فيه.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست