responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 288

ومن هذا وغيره يكتشف أنّ الإمامة لم تكن إلاّ بإذن من الله ووحيه، وهي من الأمور التي لابد للأمة أن تتبع فيها النصّ ولا مجال لأمر آخر أن يكون له دخل في تقرير مصير الإمامة والخلافة.

ماجرى بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):

قد جرت الأمور بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على غير ما يرام، فشهدت الساحة الإسلامية صراعاً عنيفاً حول الخلافة، بحيث احتد الخلاف بين الأنصار والمهاجرين في سقيفة بني ساعدة، حتى كاد أن ينتهي الأمر إلى فوضى نتيجة الأطماع في هذا الأمر!.

وكان كلٌّ يجرّ النار إلى قرصه، فاحتج المهاجرون بقول رسول(صلى الله عليه وآله وسلم): "الأئمة من قريش " فتغلبوا بذلك على الأنصار، حتى قال الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما بلغه هذا الاحتجاج فيما بعد: " احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة "[1].

وأصدق ما قيل عن حال المسلمين آن ذاك، هو وصف الزهراء(عليها السلام) بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)في الخطبة التي ألقتها أمام المهاجرين والأنصار في المسجد النبوي بعد وفاة أبيها، حيث قالت:

" فلمّا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسكة النفاق... وأطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين... ثم استنهضكم فوجدكم خفافا... هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ)[2] "[3].


[1] أنظر: نهج البلاغة: خطبة 66، الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33.

[2] التوبة: 49.

[3] أنظر: شرح النهج لابن أبي الحديد: 16 / 21، الطرائف لابن طاووس: 1 / 379 (378)، بلاغات النساء لابن طيفور: 13.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست