responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 287
الاختلاف تكون همل بلا راع، وتنصيب من ليس أهلاً للقيادة يجرّ الأمة إلى السقوط في مهاوي الانحراف، وبالتالي تتضعضع كل القيم الإسلامية في ظل زعامته بالانسحاق والزوال.

ولهذا لم يقف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ازاء هذه المسألة البالغة في الأهمية موقف اللامبالاة، بل أولاها اهتماماً بالغاً منذ مراحل الدعوة الأوّلى كيوم الدار، وحتى اللحظات الأخيرة من عمره، إذ قال: " أئتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً "[1].

والملفت للنظر هنا أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)قد ذكر عبارة " لن تضلوا " في مضمون حديث الثقلين الذي أمر فيه الأمة أن يتمسكوا بالقرآن والعترة!.

العهد الإلهي بالخلافة:

إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد بيّن في بدء دعوته أنّ مسألة الخلافة من بعده هي عهد إلهي، ومجالا للرؤى البشرية في للتدخّل وإبداء الرأي فيها، فهي مسألة خاضعة للتعبد وإتباع النصّ.

فعندما اشترط عليه " بيحرة بن فراس " أحد رجال بني عامر في بداية الدعوة، بأن يعلن إيمانه وإسلامه مع قبيلته مقابل تعهّد من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون الزعامة في قبيلته بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ورغم حاجته(صلى الله عليه وآله وسلم) الماسة إلى من ينصره ويعينه أنذاك لتثبيت جذور الإسلام لم يستجب لطلبه، وقال له: " الأمر إلى لله يضعه حيث يشاء "[2].


[1] أنظر: صحيح البخاري: 3 / 1111 (2888)، صحيح مسلم: 3 / 1259 (1637)، وقد مرّ سابقاً.

[2] أنظر: تاريخ الطبري: 2 / 350، البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 112.





اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست