فقال الرضا(عليه السلام): الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال عزّوجلّ: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[2]، وهم الذين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إني مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيّها الناس: لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم "[3].
عصمة الإمام ولزوم الاعتقاد بها:
قد أجمع الشيعة على اعتبار العصمة في الإمام، وأكّدوا على تحقّق هذا الشرط الأساسي في صلاحية من يحرز منصب الخلافة الحقيقية للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، لنصوص دلّت على هذا الأمر وأشارت إلى أنّه تعالى عصم هؤلاء، من أجل أن يكونوا مؤهلين لتولي هذا المقام الخطير والحسّاس للغاية.
والحقيقة أنّ مسألة العصمة ضرورة عقلية لاسبيل لإنكارها، لاسيما إذا كنّا نطمح لارتقاء الأمّة إلى أعلى المستويات، وأنّها من ميزات العقيدة الشيعية التي هي العقيدة الإسلامية الأصيلة المنسجمة مع الفطرة.
وإن دلت هذه العقيدة على شئ فإنّما تدلّ على نضج فكر هذه الطائفة