responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 226
الطرق، حتى وصل بهم الأمر أن نسبوا له السكينة دون رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)![1].

لكن الآية في قوله تعالى: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[2]، فاقدة لأيّ منقبة ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ لأبي بكر، والمتأمّل في سياق هذه الآية ودلالتها يدرك:

أوّلاً: إنّ ما ادعاه أبناء العامة من الفضل لأبي بكر في قوله تعالى: (ثانِيَ اثْنَيْنِ) مجرّد تمحّل لا أكثر، لأنّ الآية تخبر عن العدد ليس إلاّ!.

فمن المعلوم أنّ اجتماع مؤمن وكافر في أيّ مكان، هو اجتماع اثنين ليس إلاَّ، وقد جرت العادة في آيات كثيرة من القرآن الكريم ذكر العدد، كما في قوله تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ...)[3]، فأيّ ميزة لرابعية الكلب أو سادسيّته أو ثامنيّته؟!.

ثانياً: أمّا قوله تعالى: (إِذْ هُما فِي الْغارِ)، فقد يجتمع في المكان الصالح والطالح، والإنس والجنّ!.

فمسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو أشرف من الغار قد جمع المؤمنين والمنافقين، وسفينة نوح(عليه السلام) قد جمعت الإنسان والحيوان، فالاستدلال على أنّ أبا بكر كان ثاني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار، ثمّ الاستنتاج بأنّه الثاني له (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنزلة ـ كما ذهب


[1] أنظر: التفسير الكبير للفخر الرازي: 6 / 49 ـ 54.

[2] التوبة: 40.

[3] الكهف: 22.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست