اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 218
أبو هريرة في عهد بني أميّة:
بقى أبو هريرة على منواله حتى اشتهر في عهد بني أميّة الذين امتطوه وجعلوه من وعّاظهم، فإنّ معاوية بن أبي سفيان وجد ضالته فيه، فقرّبه وحقق له رغباته، واشترى ضميره ليشهد له بالخلافة، وليضع له الأحاديث، ويدلّس له الروايات[1]، وقبل أبو هريرة هذه الصفقة فجعل يروج للأمويين وينشر لهم المناقب المفتعلة، ويطعن على مناوئيهم لاسيما أهل البيت(عليهم السلام)!، فأكثر أبو هريرة من الإشادة بمن هو ليس أهل لذلك، وشجّع الناس على إتباعهم، فباع آخرته بدنياه!.
فقد ذكر عن أبي هريرة أنّه قال: رسول الله: " أُمناء الله: أنا وجبرئيل ومعاوية! "[2]، وفي رواية: " الأمناء ثلاثة: جبرئيل وأنا ومعاوية! "[3]، فكانت أجرته أن جعله معاوية والياً على المدينة[4].
وقد قدّر الأمويون صنيع أبي هريرة معهم، فأغدقوا عليه من أفضالهم وغمروه برفدهم ومنحوه الكثير من العطايا، فلم يلبث أن تحوّل حاله من الضيق إلى السعة، ومن الشقاء إلى الدعة، وبعد التسكع بين الصفّة و طرقات المدينة أصبح له قصراً بالعقيق، وبعد أن كان يستر جسمه بنمرة بالية أضحى يرتدي الخزّ والديباج و الكتان الممشق و الساج المزرور بالديباج[5]، بل وأكثر من ذلك حيث حاولوا أن يرفعوا من شأنه ومكانته الاجتماعية، فزوجوه بسرة بنت غزوان
[1] قال شعبة بن الحجّاج: ممن اشتهر بالتدليس أبو هريرة.