وقابلت قريش دعوة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، بكل ما تملك من وسائل الحول والطول ، وأصاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
والمسلمين عنت شديد. وما كان الباعث لقريش على ذلك إلّا الحسد والتعصب
والانصياع لعصبية القبيلة ، والحفاظ على تقاليدهم الموروثة. فكانت ممعنة في
ايذاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
والنفر المسلمين ، وسلكت في سبيل ذلك مسالك كان منها مطاردة المسلمين وتعذيب بعضهم بالضرب والجلد حتى مات بعضهم تحت العذاب [١].
ولمّا لم تجد كل تلك الوسائل في صد تلك
الدعوة ، اتخذوا قرارهم المشئوم بتحالفهم على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب :
(ألا ينكحوا إليهم ولا يُنكحوهم ، ولا يبيعوا لهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم
حتى ينبذوا محمّداً) فكانت تلك الصحيفة القاطعة نقطة تحوّل في موقف بني
هاشم وحلفائهم وذلك بعد أن كتبتها قريش ، ووضعوا فيها ثمانين خاتماً
وعلقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم [٢].
[١٠] عبد الله بن
عباس ـ المصدر السابق ٢ / ٤٥٨ قال : « أول من أسلم عليّ عليهالسلام ».
وهناك أحاديث عن عمر
وابنه عبد الله وانس بن مالك وغيرهم من الصحابة انهم رووا عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قوله لعليّ عليهالسلام
: (انه أول الناس إسلاماً). وأمام هذه الجمهرة من أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأقوال الصحابة ، لا تثبت لمتخرّص ـ مهما حاول ـ قائمة ، والصبح أبلج لذي عينين.
[١] أنظر تاريخ
اليعقوبي ٢ / ١٧ ـ ٢٦ ، وابن هشام ١ / ٢٧٨ ـ ٤٠٠ ، وابن سعد ١ / ١٨٤ ـ ١٩٥ ، والطبري ٢ / ٣٢٢ ـ ٣٤٤ ، والعقد الثمين ١ / ٢٢٨.