responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة المؤلف : عبد الله بن شرفشاه الحسيني    الجزء : 1  صفحة : 45
بالنار مع كونه في تلك الحالة الحسنة ظاهراً في ذلك الوقت.

فسكت كميل متعجّباً متفكّراً في هذا الأمر، ومضى على هذا مدّة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانوا يحفظون القرآن كما أُنزل.

فالتفت أمير المؤمنين عليه السّلام إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه، والسيف في يده عليه السّلام يقطر دماً، ورؤوس اُولئك الفجرة الكفرة محلّقة على الأرض، فوضع رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وحرّكه، وقال: يا كميل (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ) أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ في تلك الليلة، فأعجبك حاله واستحسنته، فقبّل كميل قدميه واستغفر الله[1].

فصلّى الله على مجهول القدر.

واعلم أنّ في هذه المنقبة الشريفة دلالةً على شيئين، أحدهما علوّ شأنه، وارتفاع محلّه ومكانه، واتصال نفسه الشريفة الطاهرة بعالم الغيب، واطلاعها على ما ثمّة، وإخبارها بذلك.

والآخر أنّه لا ينفع أحداً شيء من العبادات ولو أتى بعبادة الثقلين إلاّ بولائه، والبراءة من أعدائه.

روى الخوارزمي في مناقبه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: يا عليّ لو أنّ عابداً[2] عبد الله عزوجل مثل ما قام نوحٌ في قومه، وكان له مثل جبل أُحد ذهباً، فأنفقه في سبيل الله، و [مدّ في عمره حتّى] [3] حجّ ألف عام على قدميه، ثم قُتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ولم يوالك يا عليّ، لم يشمّ رائحة الجنّة ولن يدخلها[4].


[1] راجع ارشاد القلوب 2: 35، عنه البحار 33 : 399 ح 620 باب 23 .

[2] في المصدر : عبداً .

[3] أثبتناه من المصدر .

[4] المناقب للخوارزمي : 67 ح 40 ، عنه كشف الغمة 1 : 100 ، وكشف اليقين : 226 ، والبحار 27 : 194 ح 53 باب 7 ، وفي ارشاد القلوب 2: 40.

اسم الکتاب : منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة المؤلف : عبد الله بن شرفشاه الحسيني    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست