responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 33
و قد وجدنا في كتبه الأخرى روايتين عن يوم الجمل. أولاهما بدون سند، و لكنها منسوبة للإمام الصادق (ع)، و فيها إدانة لشهادة الزور التي شهدها سبعون رجلا ً أمام عائشة أن المكان الذي كانت فيه ليس هو ماء الحوأب[123].

و الثانية رواية مسندة إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، حذر فيها نساءه من أن تكون إحداهن صاحبة الجمل الأذيب التي تنبحها كلاب الحوأب[124].

28) الشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان الحارثي[125]

كنيته أبو عبد الله.

ولد في واسط، و يقال في عكبرى شمال بغداد، في سنة 336 هـ.

كان أبوه معلما ً، و لذلك كان من بين ألقابه " ابن المعلم ".

ما أن تجاوز المفيد سني الطفولة، و أتقن مبادئ القراءة و الكتابة حتى انحدر به أبوه إلى بغداد، و هناك دخل حلقات الدرس و التعليم، و لفت أنظار شيوخه و أساتذته بنباهته و قدرته على توجيه الأسئلة و إلزام الخصوم بأقوالهم. و يقال أن لقب الشيخ المفيد أطلق عليه في هذه المرحلة من حياته.

عاصر الشيخ المفيد الدولة البويهية، و ارتبط بزعمائها برابطة قوية، و خصوصا ً عضد الدولة البويهي الذي كان يزوره أحيانا ً و لا يرد له شفاعة و لا طلبا ً.

و كان الشيخ المفيد يدور في الأسواق و الكتاتيب، فإذا لمح صبيا ً عليه ملامح الفطنة و الذكاء، اتفق مع والديه على أن يدفع لهم أجرا ً مقابل السماح لولدهم بالتفرغ للدراسة عنده، فكثر بذلك تلامذته، و تعزز المذهب الشيعي بهذه الدماء الشابة الذكية.

و قد أثارت بعض المناظرات التي دخل فيها الشيخ المفيد مشاكل و فتنا ً بين الشيعة و السنة في بغداد، مما دفع البويهيين إلى أن يطلبوا منه الخروج من بغداد مرتين لتهدئة الخواطر، و لكن علاقتهم به ظلت جيدة في كل الأحوال.

و بعد عمر طويل قضاه في المناظرة و التدريس توفي الشيخ المفيد في سنة 413 هـ، و دفن في بغداد في الكاظمية قرب مرقدي الكاظم و الجواد (ع)، إلى جانب قبر شيخه الصدوق.

أطنب علماء الشيعة في مدحه، و وصفوه بأنه من أجلاء متكلمي الإمامية، و إليه انتهت رئاستهم العلمية، و كان متقدما ً في صناعة الكلام، و كان فقيها ً متقدما ً في الفقه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة حاضر الجواب، برز في جميع المعارف الإسلامية، و اشتهر في الآفاق إلى الحد الذي لا يقدر كبار علماء الأديان و أصحاب المذاهب و الآراء مقاومته في البحث و المناظرة، و كان يتغلب عليهم بالحجة الواضحة و البرهان الدامغ. و كان قوي النفس كثير البـِرّ عظيم الخشوع كثير الصلاة و الصوم يلبس الخشن من الثياب، و كان مديما ً للمطالعة و التعليم و من أحفظ الناس، حتى قيل أنه ما ترك للمخالفين كتابا ً إلا و حفظه، و بهذا قدر على حل شبه القوم. و ما كان ينام من الليل إلا هجعة، ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن.

و قد ورد في بعض الروايات أن الشيخ المفيد تلقى توقيعات (أي رسائل خطية) من الإمام المهدي (ع) يمدحه فيها و يثني عليه. و يعلق السيد الخوئي على هذه الروايات قائلا ً: " هذه التوقيعات لا يمكننا الجزم بصدورها من الناحية المقدسة، فإن الشيخ المفيد - قدس سره - قد تولد بعد الغيبة الكبرى بسبع أو تسع سنين، و موصل التوقيعات إلى الشيخ المفيد - قدس


[123] الصدوق ، من لا يحضره الفقيه ، ج3 ص74 - 75 ** المجلسي ، بحار الأنوار ، ج32 ص147 .

[124] الصدوق ، معاني الأخبار ، ص305 ** المجلسي ، بحار الأنوار ، ج32 ص278 - 279 .

[125] مصادر الترجمة : ابن داود ، الرجال ، ص333 ** الطوسي ، الرجال ، ص449 ** الطوسي ، الفهرست ، ص157 ** العلامة الحلي ، الرجال ، ص147 ** الخوئي ، معجم رجال الحديث ، ج18 ص213 ** الشيخ المفيد ، الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة ، المقدمة التعريفية للكتاب ** صائب عبد الحميد ، معجم مؤرخي الشيعة ، مجلة " تراثنا " ، العدد 62 ص96 ** الشيخ محمد علي الحائري الخرم آبادي ، الشيخ المفيد دراسة في كتبه الكلامية ، مجلة " تراثنا " ، العدد 13 ص91 و ما بعدها ** حامد السعيدي ، الشيخ المفيد ، مجلة " النبأ " ، العدد52 ** الشيخ المفيد ، مقالة منشورة على موقع الإنترنت www.al-shia.com ** الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ج3 ص231 ** الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج17 ص344 .

اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست